الهمه فى حب الله
إن المحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون
وإليها نظر العاملون وإلى عَلَمِها شمَّر السابقون
وعليها تفانى المحبُّون
وبروح نسيهما تروح العابدون
فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون
وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات
والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات
والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام
واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام
إنها المحبة التي ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة
إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب
وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة
أن المرء مع من أحب فيالها من نعمة على المحبين سابغة
شجرة المحبة وارفة الظلال
إذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب أثمرت أنواع الثمار وآتت أكلها كل حين بإذن
ربها أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى
لا يزال سعي المحب صاعدا إلى حبيبه لا يحجبه دونه شيء
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
[فاطر:10]
قال تعالى
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}