لغة العيون نادر من يتقنها ، سهلة التعبير ، لغة هادئة وصامتة ، اللغة الوحيدة التي لا حروف لها ولا صوت تنطق به ، تحتاج إلى مشاعر صادقة وعيون مبصرة ، والإنسان في تعامله مع لغة العيون ، يتعامل معها كوسيلة تعبير عما في نفسه للآخرين ، وكذلك يتعامل معها كوسيلة لفهم ما في نفوس الآخرين ، إن للعيون لغة أقوى في تأثيرها من اللسان ، فالعين تفرح وتحزن وتحب وتكره ، وهي مرآة الروح تكشف الكثير من الأسرار بمجرد النظر ، من خلال العين تقدر أن تعرف الذي يحبك من الذي يكرهك وتقدر تحليل شخصيته ، لغة العيون تستطيع توصل إلى من يتحدث معها أدق التفاصيل ، مثل حقيقة الحزن يكفي فقط أن ترى الدمع تسيل على وجنتي من يحمل الحزن داخله لتعلم كم هو يعاني ويتألم ، الإنسان له القدرة على التحكم بالعين بالنظر إلى مايريد ، ولكن لايمكنه التحكم بالتعبير عن طريق العين لا يقدر أن يقف الدمعة التي تذرف من عينيه ولا يقدر أن يخفي الحزن الظاهر على عينيه ، عندما تحس العين بالفرح وترغب في أن يشاركك الناس في فرحك ، لا تحتاج أن تكتب أو تتحدث ، فهم سيعلمون بفرحك بكل تأكيد ، عندما نحب لا نعلم ما الذي يحدث لأعيننا ، ولكنها تتبدل وكأنها تصطبغ باللون الأحمر ، وكأنها تصرخ بكلمات العاطفة ، وتنادي الناس أن يحبوا ما حولهم ، وأن يحبوا حتى أنفسهم فإحساس المحبة من خلال العيون لا وصف له ، قال ابن القيم رحمه الله : " إن العيون مغاريف القلوب ، بها يعرف ما في القلوب ، وإن لم يتكلم صاحبها " فالعين هي سبب من أسباب الألفة والرحمة ولها دور فعال في تعزيز الحب والجاذبية ، لندع أعيننا تتكلم وتمنح الناس مشاعرها لتكن أعيننا مرآة للناس من حولنا ، فيتعرفون إلينا من خلالها ، لنكن أصحاب أحاسيس ومشاعر مرهفة ، لتكون لغتنا هي لغة العيون التي لا تخون ...