وحشتونا
مهما النّهار أتى وكان جميلا
فالشمس تذهب للغروب أصيلا
ويزينُ البدر ُ الليالي روعة ً
لكن ّ صبحا ً يطفئ القنديلا
وأتى الربيع فلم نُفق من حلمنا
إلا على توديـعـه بعويلا
كم عشنا أيام الهناء بجواركم
حتى استطبنا ما أردنا رحيلا
وتحول أقدارُ الإله بفرقة ٍ
فأرى الفؤاد ممزقاً وعليلاً
هذه هي الأقدار تسري بيننا
ما للدوام على الجمال سبيلا
وحشتمونا يا كرام ُ ببعدكم
ففراقكم لا لم يعد مقبولا
مهما العيون تغيب عن أنظاركم
فالقلب مسكنكم بلا تبديلا
أين الكرام فهم وربي صحبةٌ؟
نِعمَ الأخوة ِ هم ونعم خليلا
أين الكتابات التي تستهوني ؟
أين الحمائم أطربتنا هديلا؟
أنا غائب ٌ عنكم ولكن إخوتي
عقب الفراق أضعت كل دليلا
قاموس أفكاري ..وكل معاجمي
قد أصبحت لغزاً بلا تفصيلا
حيران لا أدري سبيل وصالكم
لا أفهم التفسير والتأويلا
يارب عجل بالتلاقي بيننا
من ذا سواك له العطاء جزيلا
سأظل أرتقب اللقاء وحكمتي :
"صبراً على ألم الفراق ِجميلا"