ها هي الأيام قد دارت، وها هو الوقت يمضي،
والشهر الكريم قد أزف على الرحيل. تلك أنواره توشك أن تنطفئ،
وذاك نجمه قد قارب على الأفول بعد السطوع.
تلك الليالي التي شعت بنور القائمين والتالين والعاكفين؛
أوشكت على الظلمة، والأيام التي عمرت بالطاعة
والتلاوة والصيام قد أوشكت على الوداع. إن وداع هذا الشهر ليهيج في النفس الأحزان
، فكيف يفارق الحبيب محبوبه الذي يخشى أن يكون آخر العهد به،
إنها لحظات لا ندري حقيقة أهي لحظات عزاء ومواساة،
أم لحظات فرح وسرور. فما ندري وربي من هو المقبول فنهنيه،
ومن هو المردود فنعزيه. اللهم يامن فتحت أبوابك للطالبين
، وأظهرت غناك للراغبين، يامن تجيب دعوة المضطرين،
نحن الفقراء إليك، المضطرون إلى عفوك ومغفرتك،