تعبت الشمس ...فتعب لتعبها الخلق ... وحنت إلى بيتها .. وحنوا إلى بيوتهم .. وتسلل النوم إلى الأجفان تسلله الهادئ يدعوها إلى الإغماض والسكـــــون ..
لا تغمضوا ! .. واتجهوا بأعينكم وجه الأفق فهناك اللوحة ارتسمت بليقة المصور الأعظم في لوح الكائنــات ... فروحوا عنها برؤيتها ..
انظروا ..هاهي الشمس تغيب من وراء الجبال تجر وراءها رداءها الذي استحالت صفرته الفاقعة لونا نحاسيا مذهبا محمرا فلا تعرف له ثبوتا ! .. وانتزعته عن جسد الأرض كما أسبلته على ووديانها وسهولها وأنهارها وأجبالها .. ثم ، وفي هــدوء وسكون ..غطست هانئة في البحر رادة إلى مقرها حتى يحين أجلها بأمر ربها..
وحنت القلوب إلى آية ربهم ..((من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه)) ....
وهاهو ! .. أقبل في حيائه المعهود لم يتغير مذ خلق ..
هاهو ! ..خرج ملتحفا بردائه الداكن يكاد يحتجب فيه حتى يخبو نوره من خجله ..
..ولكنه يفسح فيه قليلا ويبث من نوره الهادئ الناعم ..
فيملأ النفس دعة والروح أمنا ..
هاهو ! ..
قد طلع مشيعا بأنجم الفلك تحيط به كأنما ترقبه على البعد خائفة عليه من حسد الحاسد ونظرة الحاقد ...
استلق ! ..استلق على أي الأرض شئت !..
اصعد جبلا .. وافترشي سهلا .. واجعلاهما سريركما لليلة ..
لليلة فقط ..
أستلقيت ؟ ..إذا انظر إلى الأعلى ..
ثم دع لعينيك أن تمتلأ حسنا حتى تغرق عن آخرها ..ولنفسك لذة حتى تثمل عن آخرها ..
ولا ضير أن تعبثي فتعدي نجوم السماء .. فلعمرك لن تحصيها حتــى يغلبك النعاس فتنــــامي ..
أو امدد يدك ما شئت أن تمدد يدك .. واقفز ما وسعك أن تقفز ..
أتريد أن تلتقط قطعا من تلك السجادة المضيئة فوقك ..فأنت لن تستطيع ، هي هناك تفرش كل ليلة لتمتعك ولتمتع غيرك ..
..فلا تطمع في غير أن تكتحل برؤيتها كل ليلة حتى تنـــــام ..
سبحانك اللهم خلقت فأبدعت يا بديع السماوات والأرض ..
اللهم إنا نصحو بأمرك وننــام بأمرك فأيقظنا راضيا عنا .. وأنمنا راضيا عنا ..
.....إلى هنا وحتى يحين الصباح من جديد
..أهمس في أذن كل واحد منكم وكل واحدة منكن : مسـاء هنيئا ..دمتم بخير
اخ على هذه الايام مهما احكي ومهما اشكي على فراق الاحبه
تحياتي لكم
علاء الدين